{وَمِنْ آَيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (24)}في {يُرِيكُمْ} وجهان: إضماران، وإنزال الفعل منزلة المصدر، وبهما فسر المثل: تسمع بالمعيدي خير من أن تراه. وقول القائل:وَقَالُوا مَا تَشَاءُ فَقُلْتُ أَلْهُو *** إِلَى الإِصبَاحِ آثَرَ ذِي أَثِيرِ{خَوْفًا} من الصاعقة أو من الإخلاف {وَطَمَعًا} في الغيث. وقيل: خوفاً للمسافر، وطمعاً للحاضر، وهما منصوبان على المفعول له.فإن قلت: من حق المفعول له أن يكون فعلاً لفاعل الفعل المعلل؛ والخوف والطمع ليسا كذلك.قلت: فيه وجهان، أحدهما: أن المفعولين فاعلون في المعنى، لأنهم راءون، فكأنه قيل: يجعلكم رائين البرق خوفاً وطمعاً.والثاني: أن يكون على تقدير حذف المضاف، أي: إرادة خوف وإرادة طمع، فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه. ويجوز أن يكون حالين؛ أي: خائفين وطامعين. وقرئ {ينزل} بالتشديد.